لا أحب السياسة ولا أقربها، ولا أحب هذه اللعبة القذرة التي تُفرق الأحبة، ما أعتدت في حياتي تلويث يدي بألعاب كتلك، ولكني اليوم حملت قلما ثقيلا، وقررتُ أن أكتب.
رددنا في النشيد الوطني الأسبق: "بحريننا .. بلد الامان..وطن الكرام..الخ"، وكنت أردد النشيد الوطني في صغري وأنا أشعر بأن كل قطرة في عروقي تنشد معي، فهي فعلا كما كنتُ ، وكنتم تنشدون.
أختلفت مذاهبنا وأختلفت فينا الطوائف والأديان والنُحل، ولكنا لا نختلف، فنحن بني البشرتربطنا الصفات الانسانية التي لا يموت الوداد فيها وان ساد الاختلاف في الرأي والتوجه، صفات تربطنا برباط وثيق لا ينفك أبدا.
مرت أزمة البحرين وانتهت، ولكن العداء بين الطوائف لم ينتهي، والحقد الدفين أخذ يتفاقم ويتكاثرفي قلوب قد امتلئت بالرحمة في غابر الازمان، باتت الطوائف تقاطع بعضها، وتهاجم بعضها،وتقاتل بعضها، وتكفر بعضها وكأنها الله الذي لا إله إلا هو، ألسنا نحنُ خيرَ أمة أخرجت للناس ، نحن الذي نسجد لله أن يطهر نفوسنا من الغل والحسد والضغينة، نحن الذين نصلي في اتجاه قبلة واحدة، ونؤمن بكتاب واحد ونبي واحد، نحن الذين نتفق في الأصول وإن اختلفنا في الفروع، أتفرقنا الألعاب القذرة!
حينما كنتُ صغيرة، كنتُ أحلم بتحرير الأقصى ، وباتحاد الجيوش العربية، وتوحد النفوس الأبية، أأكبر ويصغر حلمي معي؟ أأصبحتُ اليوم بعد أن أشتد عودي وكبرت، أحلم بأن تتوحد صفوف بلدي الصغير! بعد أن كنتُ أحلم أن تتوحد الأمم لنصرة فلسطين العظيمة.
جميع الطوائف تطالب بحقوق معينة، أما آن أوان الحضارة؟، فنسطر المطالب لنرفعها برقي لمن يحكُمنا برقي وطيب وحلم، أنعلم الصغار الحوار الإيجابي ونكون في ذلك أحوج منهم إليه! أندرب الناس الايجابية ونحن نفتقر لقليل منها؟ أماتت فينا النخوة أن بات من شعبنا من يشكونا عند دول الضلال ليظنها الحليفة والمناصرة وهي التي ستنصر البلاد ليعمها الامان.
لستُ بهذه السطور ألوم طائفة دون الأخرى، أنا بهذه السطور ألوم شعب أخذنا للوراء مئة عام، لنبحث من جديد عن بصيص نور يلم شملنا وعن سحابة خير تظلنا من جديد.
نعم أنا سنية، وأحب أرضي وجميع من عليها، ولا أقاطع أو أشمت أو أتمذهب بمذاهب العنصرية التي دهسها الظلام فأفلت. نحن لله جنود على أرض هذه البلاد لنعمرها العمران الأخلاقي الحضاري، ونحميها ونحتمي بها، ولننشر الحب والسلام، والأمن والأمان. أوليست طاقة الحب أقوى وأعظم؟ أما فاز غاندي بقوة السلام؟ أما تتحرك ذرات الكون كله بالحب؟ أما انتصر مانديلا بنور السلام والحب المنبثق من كل خلايا جسده؟ ألسنا أولى بتطبيق السلام ونحنُ أبناء الإسلام؟ ونحنُ الذين ننشر السلام قولا في اليوم عشرات المرات: ب" السلام عليكم"، أحان أن ننشرذلك فعلا؟
قد يضحك البعض من كلماتي التي يظن أنها مثالية في عالم لا يعرف المثالية، إلا أن الذي يستخف بكلمات سطرتُها قد جَهِلَ قوة الحب والسلام، فهي أعظم من الدبابة والبندقية والرصاص.فجربوا.
رحاب شريف
@rehabsharif
د
مقال رائع واتفق معك ان السياسة لعبة قذره ولكننا نضطر احيانا لممارستها ولكن بالنهاية اقول لك انه مهما طالت الخلافات فالنهاية ستكون واحده تحياتى لك
ردحذفمن رأيي ان تفتحي التلفاز على قناة وصال وقناة صفا لعلك تفيقين من الغيبوبة التي انت فيها
ردحذفالمقال سيء جدا