الثلاثاء، 13 مارس 2012

مقال: عزيزتي أحلام


لا أُشاهد البرامجَ التلفازية البتة ، والجميعُ يَعجبُ من ذلك، لكني لا أُحبُ التلفاز، أبداً أبداً ، فالتلفاز في المنزلِ بالنسبةِ لي قطعةٌ زائدة ، رغم المفيد من البرامج ولكنني يا "جماعة الخير" ما إن أجلسُ أمامَ هذه الشاشة إلا وشعرتُ بالنعاس وإن كنتُ قد أخذتُ قسطاً كبيراً من الراحة. هكذا أنا منذ سنوات طويلة فقصةُ العداء الخفي بيني وبين التلفاز مُعلنة دونَ أسبابٍ ودوافع . أما تَأتيكَ حالاتُ العداء هذه أحيانا دونَ أسباب؟!
في الفترة الأخيرة ذاعَ صيت برنامج لهُ علاقة بالغناء والفن والطرب "أرب أيدل"، وكما فهمت من المحيطين أن في هذا البرنامج  لجنة تحكيم مكونة من ثلاثة أشخاص : "راغب علامة، وأحلام وأحدهم " . يتم اختيار أفضل المشتركين من خلال اللجنة ومن خلال أصوات الجمهور ، ويكون البقاء للأفضل. لا تغريني هذه البرامج أبداً ولا أحبها بغض الطرف عن شرعية الأمور فيها ، فأنا لا أحبها والسلام . هي الناس كذلك رغباتٌ وميول فمنا من يميل للورد ومنا من يميل للياسمين ولكل ذوق يفضلهُ وطعم يُؤثره على غيره. وأنا على عموم الرأي أحترمُ الأذواقَ أجمع وإن لم تَرُقْ لي أو لم توافق مبدءاً معيناً في أعماقي ، فكلٌ منا ينام "على الجنب إلي يِرَيَحُه".
لكنهُ مع أصداء البرنامج المدوية، انتشرت انتشار الطاعون في زمانه عبارات منحطة عن أحلام، عن لبسها ،عن شكلها ،ملامحها ،كلماتها ،بكاؤها وضحكاتها . وانتشرت مع تلك العبارات فكاهات عجبتُ لها العجب كله. حتى باتت أحلام محور حديث كل مجلس ، في العمل وفي التجمعات وفي المجالس وفي" البلاك بيري مسنجر" ووو..
 فكل يوم أتلقى صورا وفكاهات وعبارات ، أحياناً مضحكة وأحياناً مقززة من العداء والتهجم. ولا أدري ما يدريهِ هؤلاء. فعزمت  يوما ان أشاهد جزءاً من هذا البرنامج لأشاهد فقط أحلام محاولةً فهم مايجري. وعندما فعلت ، وبالتجاهل إن كانت تستحق – كما يبررُ البعض – مايقولونهُ فيها أم لا ، إلا إنني أعلم يقيناً أن كل مايقولونه لا أخلاقي، لن أٌقرب العدسة الشرعية لما يفعلون ، ولكنني أعجب من قلوبٍ رانَ عليها صدء السخرية،بحجة "تستاهل" أو " والله اهيه إلي جابته لنفسها"، دون أن يدركوا إن كان ذلك رقيٌ أم انحطاط. لا أعرف أحلام شخصياً ولا أحب الغناء لأُدافع بقلمي وأبجديتي، ولكن الجهل بَلغَ مَبلغه ، والميكافيلية سادت وعظمت ، ففي سبيل أن يَضحكوا أويُضحكوا لا يَهُم أيةَ وسيلة يتخذون.
عزيزتي أحلام، لقد قرأت صدفة في حسابك بتويتر منذ يومين الراقي من الكلمات والجميل من الدعاء والتصدق بالعرض ، ورأيتُ العفو كله، لكلِ من أساءَ لكِ، فابتسمت وعجبتُ العجب كُله ، ولكن العجب لم يطول لأنه ليس فينا من يدري، من أقربنا إلى الله أنتَ أم أنا أم أحلام، فلا تبطش كثيرا ..
قبلَ ثلاثة أيام دُعيتُ لإلقاء ندوة في بيت احدى الأخوات ،ترددتُ كثيراً ولكني عزمت على الذهاب في آخر الأمر، وكان الموضوع تحت عنوان :" التسامح :الفريضة الغائبة" وقبل أن أبدء كانت مقدمتي " لستُ أكبركم ولستُ أعزكم ولست أتقاكم، وقد تكون أقلنا كلاماً في هذه القاعة أتقانا ، وقد لاتكون. فالتقوى والأفضلية أمورٌ عند الرحمن،ليست عندي وعندك، وأنا هنا أذكر نفسي وإياكم ، فإن الذكرى تنفع المؤمنين".
فلا يظن الأغلب من الناس أن الرحمن قد أضاء اللون الأخضر لهم ليُقَطِعُوا أحلام تقطيعاً ويأكلوا لحمها لعذرٍ اختلقوهُ بذكاء متناهي.
على هونكم يا معشر الناس على أحلام، فَجَميعنا يَرتَجي الغفران.اللهم اغفر لنا جميعاً، اللهم آمين.

رحاب شريف
13 مارس
@rehabsharif

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق