تُحدثني صديقتي المتزوجة فتُخبرني أنها وبينما هيَ في عملها صباحاً، شعرت بوعكة صحية قوية، فقررت الرجوع إلى المنزل، حينَ دخلت المنزل كانت تبحث عن زوجها والذي هو بطبيعة مهنته يعمل ليلاً، ذَهَبَتْ إلى غرفة النوم، ولكنها كانت موصدة، طرقت الباب لمدة ليست بقصيرة ، سمعت اثناءها صوت حديث خافت ، وصوت أبواب الخزانة ، واصلت في طرق الباب، حتى فتح، حين فتحَ الباب دخلت هي بقوتها إلى الغرفة تُفتش في أنحائها، ففتحت كل درج ، وهي تصرخ ماذا كنت تفعل؟ وهو يقول لا شيء، لا شيء. حتى فتحت الخزانة، ونثرت ما بها من الملابس، فإذا بها تجد من بين الملابس جوال غريب! ليس جوال زوجها المعهود! هجم زوجها على الجوال ليأخذهُ منها ولكنها امسكتهُ بكامل قوتها، أقسم عليها أنه إن لم تتركه سوف يُطلقها. صديقتي ذاتَ عقل راجح، تركت الجوال وقد علمت مابه قبل أن تفتحه، حفاظاً على علاقة تشمل طفلا صغيراً ..
يُقال قديما "أن حبل الكذب قصير"، في كل يوم أكتشفُ في حياتنا أن حبل الكذب أقصر مما توقعنا جميعاً، لقد عَلِمَتْ صديقتي أن زوجها على علاقة هاتفية بأحدى الفتيات، ويكلمها نهاراً وليلاً، نهاراً حينَ تكونُ في عملها، وليلاً حينَ يكونُ في عمله. حين كلمتهُ وهي تداري عبراتها لتسأله "لماذا ؟ ،هل قصرت !" فأجاب: "لا كنتُ اتسلى فقط" ، واعتذر ووعدها أن يصونها، وهكذا فعل. ولكن الثقة بقت متزعزعة بينمها، لم يعد في جوفها حباً له، غير احترام للعلاقة، حينَ قلتُ لها "سامحيه فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له" ، قالت: لقد سامحته رغم أني لو كنتُ في مكانه ماكان أبدا ليُسامحني، ولكن لا سلطان على القلب، لقد مات من قلبي وأنتهى.
بالأمس كنت في حوار الكتروني سريع مع إبنة عمتي، فأخبرتني عن صديقتها التي ستُقدِم على الطلاق، وحين سألتها: لمَ؟ قالت اكتشفتُ خيانة زوجها، ومع من! مع إبنة عمها. تجمدَ الدمُ في عروقي، واحسست بقبح الخيانة وقلت : حسبي الله ونعم الوكيل في هؤلاء الذكور، فأمثالهم سأُلحن في قولي إن أطلقتُ عليهم لفظ الرجال.
صديقةُ عمري وهي في سنة أولى زواج، خانها زوجها مع زميلتةٍ لهُ في العمل، قد سبق لها الزواج وعندها أكثر من طفل ،طالت المكالمات واستمرت حتى تعلقت القلوب فقرر زوجها طلاق صديقتي والتي كانت في بداية حملها، ليتزوج تلك! وهكذا حدث فعلاً، انتظرَ حتى أنجبت طفلة كالقمر، ليُطلقها، ويتزوج بتلك مباشرة. أود أن أنوه أن صديقتي التي طَلَقها هذا الذكر، غايةً في الجمال والخلق والدين، ناهيكم عن علمها وثقافتها ولكني أقول كما يقولُ أخواننا بمصر : " مالهوش في الطيب نصيب".
زميلتي في العمل، كانت تُحدثني عن إحدى صديقاتها الجميلات، فتقول: زوجها لئيم جداً، يخونها مع صديقتها، وهي لا تدري، يكلمها على مدار الساعة، وزوجتهُ الرائعة ليست سوى قطعة أثاث منزلية تَعوّدَ على وجودها، بينما زوجته الساذجة، تُغدق في تغنيج زوجها وتدليله وهو الخائن الصامت.
كم زواج انتهى بطلاق والسبب خيانة مؤلمة، كبُرت هذه الخيانة أم صغُرت، تبدلت أسماء الخيانة أم تلونت، فهي تلك الفعلة المشينة، التي تضعُ من صاحبها مهما كانت منزلتهُ العلمية والمهنية والإجتماعية، ولا ريب في ذلك، فهي نقيض الإخلاص، والإخلاصُ أساس الدين.
منذ زمن أدمنتُ نشيداً جميلاً جداً للمنشد الرائع "أسامة الصافي" عنوانها "رجال"، حين تكررت على مسامعي قصص كتلك تذكرتُ كلماتها التي تقول: " مازلتُ أبحثُ في وجوهِ الناس عن بعض الرجال،عن عصبة يقفون في الأزمات كالشُم الجبال، فإذا تكلمت الشفاهُ سمعتَ ميزانَ المقال، واذا تَحركت الرجال رأيتَ أفعالَ الرجال، يَسَعُون دوماً للعُلى بل نحو الكمال، ويحققون مفاخراً كانت خيالا في خيال، لا يَشتهون الدون أو أحوالَ أشباهِ الرجال، ويَرَوْنَ أنَ الحرَ عبدٌ إن توجهَ للضلال ، الى آخر الكلمات..
أعزائي الذكور.. إن كنتم لا تَعرفُون ألف باء الإخلاص بعد، ولا تُدركُون أبجدية الوفاء، فلا تقربوا الزواج، فالزواج للرجال فقط ، فقد سئمنا القصص الأليمة والنهايات السقيمة ، قد أبدع شكسبيرحقا حين قال: " ليست الرجولة أن تُغري مائة امرأة ولكن الرجولة أن تغري امرأة واحدة مائة مرة".
اللهم زدنا تُقى وصلاح.. آمين.. آمين.
رحاب شريف
9.9.2012
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق